لكي يسهل علينا تعريف المحليات يجب ان نعرف ما هو السكر ولماذا هذا الهجوم عليه في المقام الأول!!
السكر هو المصدر الأساسي للطاقة في جسم الانسان بحيث يعتبر وحدة بناء الكربوهيدرات في الغذاء الذي نتناوله وبالتالي أي كربوهيدرات تدخل الى اجسامنا تتحول بالنهاية الي سكر يمد جسمنا بالطاقة!!
كل هذا إيجابي فلما المقاطعة والاستبدال؟؟
يدخل السكر الى مجرى الدم فتصل إشارات بطريقة معينه الى البنكرياس لإفراز الكم المناسب من الانسولين اللازم لمساعدة خلايا الجسم على امتصاص السكر.. بدون الانسولين لا يستطيع جسم الانسان استخدام السكر لأداء وظائفه وبالتالي يبقى سكر الدم مرتفع مما يعرض حياة الانسان للخطر ولهذا السبب يتم صرف الانسولين على هيئة دواء لمرضى السكري للحفاظ على مستوى السكر بالدم.
الجدير بالذكر ان افضل حمية يجب اتباعها لمرضى السكري هي حمية قليلة الكربوهيدرات وذلك لعجز أجسادهم معاملة السكر الداخل بدون تدخل خارجي. يرجع السبب في هذا لتعطل البنكرياس عن أداء وظائفه بصورة مثالية. مع توافر هذه المعلومات الى انه قليلا ما نرى التزام بهذه التوصيات بحيث يعتمد مرضى السكر اعتماد كلي على الدواء الذي بدوره يعالج العرض وليس السبب وهذه ليست دعوة لا يقاف الدواء ولكن لتسليط الضوء على أهمية فهم اجسادنا وطريقة تعامله مع البرنامج الغذائي الذي نتناوله لتقليل الاعراض والسيطرة على المرض.
للأسف اثبتت الدراسات انه لا يوجد علاج الى اليوم يعيد للإنسان وظيفة البنكرياس كسابق عهده ولكن باتباع نظام صحي يناسب طبيعة المرض يساهم كثيرا بالتحكم فيه وبأعراضه. وهنا يأتي السؤال المهم.. هل يمكن الوقاية من مرض السكري باتباع نمط صحي؟؟ (السكري النوع الثاني لان النوع الأول هو عيب خلقي غالبا ما يولد به الانسان ويتطور مع الوقت)
الجواب بكل بساطة نعم
يولد الانسان بجينات مختلفة مكتسبة من اجداده واذا كانت العائلة تعاني من تاريخ مع مرض السكري فاحتمالية إصابة الانسان بهذا المرض واردة جدا وهي أعلى من اقرانه الذين لا يحملون هذا الجينات ولكن النظام الصحي يضمن لهذا الشخص عدم تفعيل هذه الجينات. وبالمناسبة هناك مرض خفي يسبق مرض السكري بمرحلة الى انه يعرف بأعراضه وهو مرض مقاومة الانسولين .. هذا المرض هو مرض العصر حيث يؤثر على مختلف جوانب حياتنا بصمت ولكن لا يمكن الجزم بالإصابة به. تعاني من جميع أعراضه من التعب والارهاق من لخبطة في الهرمونات من ثبات الوزن وتجمع الدهون في محيط البطن.. تكيسات.. بطانة مهاجرة بثور في البشرة ..قلق .. توتر .. اكتئاب... الخ وهنا تبدا المعاناة
تلجأ لعلاج الأعراض كل على حده .. ولكن نحن هنا نبسط السبب ونقدم الحل الجذري للأسباب ولان بعكس مرض السكري .. مقاومة الانسولين يمكن علاجه فلنبحث اكثر لإنقاذ الإنسانية من أمراض العصر التي تتمحور بصورة أساسية حول سوء تغذيتنا واعتمادنا بشكل كلي على الأطعمة المكررة العالية بالسكر.
نرجع الى نقطتنا الأولى ما مشكله السكر.
يوجد السكر بالفاكهة والأرز والشوفان والحبوب الكاملة والتمر وغيرها الى انه أيضا يوجد بالعصائر والحلويات والحبوب البيضاء بصورة ابسط وبتركيز أكبر.
تتمتع الأغذية الطبيعية باحتوائها على تركيز مثالي من المجموعات الغذائية بما يتناسب مع احتياج الانسان ولتبسيط المعلومة تناول الفاكهة يرفع سكر الدم ولكن بصورة تدريجية تتيح للجسم افراز الانسولين بصورة طبيعية وهذا لاحتوائها على كمية عالية من الالياف. بعدها ينخفض سكر الدم أيضا بصورة تدريجية فلا يدخل الجسم بحالة طوارئ لرفع السكر مرة أخرى واللجوء الي تناول المزيد من السكر. وكما هو واضح هذا ما يحدث عند تناول السكريات البسيطة يدخل السكر بصورة جدا سريعة الى مجري الدم فيسب ارتفاع حاد بفترة جدا قصيرة ولان وظيفة البنكرياس هو إعادة سكر الدم الى مستواه الطبيعي فيتم افراز كميات كبيرة من الانسولين تعمل على خفض سكر الدم بأسرع وقت الى معدله الطبيعي هذه الكميات الكبيرة من الانسولين تخفض معدل السكر الى ما دون المستوى الطبيعي فيبدا الجسم بإفراز إشارات تعبيرا عن الحاجة الطارئة لتناول سكر حتى يتم رفع السكر الى المستوى الطبيعي وتستمر هذه العملية التي يتم تعريفها انها تأثير قطار الموت على سكر الدم كما هو موضح بالرسم البياني:
التعرض الدائم لهذا التأثير يسفر عنه مقاومة انسولين من ثم مرض السكري.
الباستا البيضاء والفطائر والبيتزا والأرز الأبيض وغيرها من الأطعمة التي تبدوا بظاهرها مالحة هي سكريات بسيطة كفيلة بتحقيق كل ما سبق ذكره من اضرار ارتفاع السكر بالدم.
ماهي المحليات؟ او بدائل السكر؟
جميع المحليات الموجودة بالسوق كبدائل للسكر تمتاز بأمر مشترك وهو عدم تأثيرها على سكر الدم بحيث لا ترفع سكر الدم ويتخلص منها الجسم مع الفضلات. ولكن هناك أنواع أثبتت جدارتها من حيث الاعراض الجانبية ومن هنا تنقسم البدائل بصورة تبسيطية الى المجموعات التالية:
-
السكريات الكحولية:
هذي السكريات موجودة بصورة طبيعية في بعض أنواع الفاكهة والاشجار ولكن المنتجات المتوفرة بالأسواق حاليا مصنعة بالدرجة الأولى وهذه الأنواع هي:
-
اكسيليتول
-
المالتيتول
-
السوربيتول
-
الارثيريتول
المثير للذكر ان السكر الكحولي لا يحتوي على سكر ولا يحتوي على كحول! ولتبسيط طرق التعرف على تواجده في أي نوع من الأطعمة يمكنك البحث عن عبارة (تول) في المكونات كما هو موضح في القائمة أعلاه.
-
السكريات المستخلصة من مصادر طبيعية
-
الستيفيا
-
المونك
هذه الأنواع موجود بصورتها الطبيعية من النباتات او الفاكهة المستخلصة منها ولكن تتمتع بسعراتها الحرارية شبه المعدومة وطعمها الحالي الذي قد يتجاوز تركيزه السكر الأبيض كما انها تتصدر قائمة المحليات بأمانها حسب الأبحاث والدراسات التي أقيمت عليها وبخاصة سكر الستيفيا المثبت والمعتمد من منظمة الدواء والغذاء.
في الجدول التالي مقارنه بسيطة لأنواع السكر المذكورة أعلاه:
نوع المحلى |
كيفية تعامل الجسم مع |
تأثيره على سكر الدم |
تأثيره على الامعاء |
كيفية تخلص الجسم منه |
الغازات واضطرابات الأمعاء |
السكر الأبيض |
يدخل مجرى الدم بحيث يمد الخلايا بالطاقة بمساعدة الانسولين |
يرفع سكر الدم وتعتمد حدة ارتفاعه على مصدر الغذاء سواء كان طبيعي وصحي او مكرر |
لا يوثر على الامعاء |
يستخدمه الجسم كمصدر للطاقة والفائض منه يتم تحويله لدهون ثلاثية تساهم في تطوير مقاومة الانسولين |
لا يسبب اضطرابات بصورة مباشرة مباشرة ولكن معظم مصادر السكر المكررة لها تأثير جدا سلبي ضار على الأمعاء بشكل خاص وعلى الصحة العامة بشكل مجمل |
طبيعي: الستيفيا والمونك |
يدخل مجرى الدم بعد دخول الأمعاء ولكن لا يتم هضمه فبالتالي لا يرفع سكر الدم ولا يؤدي الى افراز الانسولين |
لا يرفع سكر الدم |
لا يوثر على الأمعاء حيث يخرج من الأمعاء الى مجرى الدم ثم الى الكليتين ويتخلص الجسم منه في البول على هيئته بدون هضم مما يجعله امن على صح الامعاء |
مع البول |
لا يسبب غازات او اضطرابات بالأمعاء |
سكر كحولي |
لا يدخل مجرى الدم ويتم التخلص منه مباشرة من الأمعاء |
لا يؤثر على سكر ادم |
تقوم الأمعاء بهضمه من خلال بعض البكتيريا التي تعمل على تخميره وعملية التخمر هذي ينتج عنها فرط بإنتاج الغازات كما ان بعض الأنواع تؤثر على افراز السيروتونين المفرز بالأمعاء والذي له دور في التحكم بالشهية فبالرغم من انعدام سعراتها الحرارية الى انها قد تتسبب بتناول المزيد من الطعام |
من الأمعاء مباشرة |
لها تأثير جدا واضح على صحة الأمعاء من خلال كمية الغازات المنتجة من عملية التخمر والتي بدورها تسبب انتفاخات جادة في البطن واسهال وتاثير ضار على المجتمع البكتير بالامعاء |
سكر الارثيريتول |
هذا سكر كحولي كما وضح سابقا الى انه يتمتع بخواص استثنائية بخلاف الأنواع الأخرى فهو يدخل الى مجرى الدم |
لايؤثر على سكر الدم |
لا يصل الى الأمعاء الغليظة وبالتالي لايؤثر فيها ولكن يدخل مباشرة الى مجرى الدم |
من مجرى الدم الى الكلى ومن الكلى الى البول |
لم يثبت تأثيره على صحة الأمعاء ويعد من اقرب المحليات طعما للسكر الابيض |